تحية طيبة ثارت مواجهات وردود افعال على تصريحات رجل الاعمال المصرى نجيب سويرس حول انتشار مظاهر الاصولية الاسلامية فى مصر مثل النقاب
تلك التصريحات التى سببت هجوم الاتجاهات الاصولية وجماعات الاسلام السياسى ضده وتهييجها للراى العام ضده
وما زاد من خطورة المواجهات ان السيد نجيب هو مسيحى ما حول المواجهة لخانة الفتنة الطائفية
انقل لكم مقال للزميل محمد ابو زيد حول الموضوع
لقد هالنى هذا الجدل المحتدم حول تصريحات السيد / نجيب ساويرس و التى
انتقد فيها الحجاب و ظاهرة المد الدينى فى المجتمع المصرى . بالطبع من حق
كل مواطن التعبير عن رأيه بشكل علنى دون أن يتعرض للابتزاز و المزايدات. و
لكن من الضرورى أن نوضح بعض الحقائق حتى لا يتم تشويش الصورة و تزييف وعى
الجماهير.
من المعروف أن السيد ساويرس من كبار الرأسماليين المصرين و
من التحمسين بشدة لاجندة الليبرالية الجديدة التى يروج لها البنك الدولى و
تتبناها الحكومة المصرية بمنطق أننا لسنا رأسماليين بما يكفى و الحل فى
المزيد من الرأسمالية . و إذا أردنا ان نلقى بنظرة سريعة على أحوال
المصريون – الذين إنزعج السيد ساويرس بشدة لارتدائهم الحجاب- فسوف نجد
انها تعكس بؤسا يؤدى الى الحسرة كنتيجة لتطبيق السياسات التى يتباناها
السيد ساويرس و يدافع عنها هو و أصدقائه حتى الموت . فعدد المصريون الذين
يحصلون على أقل من دولارين فى اليوم يتراوح ما بين 35 و40 مليون نسمة. أما
من يعيشون فى فقر مدقع أى من يبلغ دخلهم اليومى أقل من دولار فيبلغ عددهم
5.2 مليون نسمة .و كذلك يوجد 5.5 مليون موظف رواتبهم ثابتة منذ عام 1980.
وفى الجانب الاخر من الصورة نجد أن مصر بها شخص واحد هو أنسى ساويرس بلغت
ثروته فى بداية عام 2006 (4.
مليار دولار أمريكى .
أما على الجانب
الساياسى فإن الامبريالية الامريكية ترى فى طبقة الرأسماليين المصريين
حليفا مهما لها . فبعد سقوط الاتحاد السوفيتى و بعد أن خلت الساحة للقطب
الاوحد رأت الولايات المتحدة أن الفرصة سانحة لاعادة تشكيل العالم وفقا
لمصالحها . و فى السنوات الاخيرة استخدمت الادارة الامريكية ذراعها
العسكرية فى العراق و أفغانستان لاخضاع الانظمة المارقة .
و لكن
الولايات المتحدة لا يمكنها أن تحتل العالم كله . لذا يجب أن يكون لها
حلفاء محليون قادرون على إدارة البلاد لصالحها . و حلفائها فى مصر اواضحون
للعيان من النظام الحاكم إلى
رجال الاعمال و كلاهما يلهث لتطبيق أجندة الليبرالية الجديدة و يدافع عنها بحماس .
و هم أكثر المتحمسيبن لاغلاق ملف القضية الفلسطسينية و فتح باب التعاون مع إسرائيل على مصراعيه .
إذن
الصورة واضحة ولا مجال للمزايدات . السيد / نجيب ساويرس و رفاقة يدعمون
بشدة النظام الفاسد الجاثم على صدورنا لانه ببساطة هو من يضمن لهم نهب
ثروات البلاد و تفصيل
التشريعات على مقاسهم كما أنه يفتح لهم مغارة
على بابا الامريكية ( لاحظوا مشاريع أوراسكوم أينما ذهب الجيش الامريكى من
أفغانستان إلى العراق) و ثمن هذا من دمائنا و من بيع قضايانا
و مصادرة أحلامنا فى مستقبل أفضل .
أعزائى
من حق السيد / نجيب ان يعبر عن رأيه دون أن يتعرض لاى مضايقات . ولكن ليس
من حقه أن يستغفلنا و يرتدى ثوب مناضل الحرية و مجدد ثقافة الامة . و كذلك
من حقنا ان نفكر و ان نرد و نضع كل شىء فى نصابه.
يا ساده لا نريد أن نشن حربا شعواء لصاح من يمتصون دماؤنا لصاح من يستبيحون دماؤنا
يا
سيد / نجيب المصريون لن يتضرروا اذا إرتدوا الحجاب أو خلعوه و لكنهم
يتعذبون بنار الليبرالية الجديدة و ديكتاتوية نظام تدعمه أنت و رفاقك حتى
الرمق الاخير و مستقبلهم أولادهم فى مهب الريح نتيجة مشروع أمريكى لنهب
ثروات المنطقة .
و أخيرا ليس من حق أى شخص أنا يسخر من الشعب
الايرانى الحر الذى يحكمه من يريده . الشعب الذى قال لا للجبروت الامريكى
... لا يستحق أن نجعله مجالا للسخرية بدلا من الاقتداء
بعزيمته و نضاله .